فوزي بنسعيدي : مسارات من بلاد السينما وإليها

أخرج فوزي بنسعيدي عدة أفلام منها الحافة ) 1999 ( وألف شهر 2003 ( وأيام الصيف ) 2003 ( والثلث الخالي ) 2023 (. يعالج ( في أعماله، بطبيعتها المرهفة والغنية بعناصرها المتقابلة، موضوعات ذات أبعاد اجتماعية وثقافية، ولا ينفك يطور رؤيته الفنية ويصقلها، وصولا إلى صياغة نظرة سينمائية تتميز بحيوتها وإبداعيتها المتوثبة. لا شك، والحال هذه، أن مخرجا من هذا الطراز، يستحق منا أكثر من التفاتة عابرة، بل واحتفاء سيظل عالقا في الذاكرة، في مستوى عطائه، ضمن مبادرة رائدة في تاريخ المهرجانات الوطنية. كتب فوزي بنسعيدي سنة 2004 في مجلة وشمة التي تصدرها جمعية أصدقاء السينما شهادة نادرة ومكثفة بعنوان الهوليودية » الأسطورة « عن الفيلم ،»… خلال تلك السنوات «
قريبا سيقسم « : ( لميشيل كورتيس ) 1942 » الدار البيضاء « بعض الناس اليمين أنهم شاهدوا همفري بوغارت في الحانة يحتسي كأس ويسكي رشفة واحدة، وحافلات السياح تتوقف أمام مكان تواجده، إعلانا على أن الأسطورة انتهت. ولكن، لربما سيشكل ذلك بداية صداقة جميلة، لربما سيمثل ذلك بداية صداقة جميلة… بين السينما والمغرب. لا شك أن هذا هو الرهان الذي ظهرت معالمه الأولى منذ بداية المسار سنة 1999 مع الحافة: نسج وإعادة نسج خيوط علاقة بين الروابط )الصداقات( والمسافات )العداوات( قياسا صورة « منمََّطة أو » أسطورة « إلى الوزن الثقيل أحيانا لأي سيرج داني(. منذئذ، سينطلق بحث/تحرٍٍّ متواصل ( » دون حركة وَنَهِِمٍٍ، عن فضاء-زمن ثالث. إن عنوان الثلث الخالي يوحي بالفراغ المطلق ) 2023 (. إنه يعبر عن ذلك البحث/التحري عن أماكن متحولة أو مجالات/لا مجالات بين الخيال والواقع. تأتي مبادرة استعادة هذا المسار الحافل في موعدها، لأنها تتيح فرصة مشاهدة أفلام قصيرة وطويلة، وتلوينات وتحولات أعمال مفتوحة تسهم مجتمعة في خلق صرح بهي جدير بوطن السينما. مثل بنيان معماري موسيقي على حد تعبير فوزي بنسعيدي نفسه.